تاملات في سورة الكهف

عدم وجود التاء وثبوتها في كلمة ( تسطع ) و ( تستطع ) بعض آيات القرآن العظيم

- يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه في شأن يأجوج ومأجوج (فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) سورة الكهف - ومثله في نفس السورة في شأن سيدنا موسى والعبد الصالح ( سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبرا ) وعندما قص عليه لماذا فعل ما فعل - من خرقه السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار قال له ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ) سورة الكهف

نقول وبالله التوفيق : - اولاً : اريد ان اعرف ما هي ( الاستطاعة ) بثبوت ( التاء ) هي مقدرة الانسان على فعل شيء - فيه الفعل والعمل العضلي والقوة الجسمانية - اقول استطاع الولد ان يحمل الحجر من هنا الى هناك - استطعت ان احمل الحقيبة الثقيلة مسافة كذا من الكيلو مترات - هنا تكون الاستطاعة - اي القدرة على عمل شيء فيه القوة العضلية والجسمانية ثانياً : اما ( الاسطاعة ) بعدم وجود ( التاء ) هي القدرة على عمل عقلي وزهني محض والقدرة على التفكير والوصول الى الحل الامثل - اقول - اسطاع الولد ان يحل المسألة الحسابية - اقول سطعت لي فكرة معينة - ومنها سطوع الشمس مثلا

وعندما نستعرض الايات الكريمات نجد : 1 - في شأن يأجوج و مأجوج ( فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ) بمعنى الاسطاعة الاولى التي لم يقدروا عليها - ( انهم لم يستطيعوا ان يفكرا ) كيف يصعدون الى فوق ظهر هذا السد الى الجهة الاخرى - فمثلاً : لم يستطيعوا ان يفكرا ان يعملوا سلم طويل ليصعدوا عليه حتى يكونوا فوق ظهر السد ثم يعملوا سلم آخر لينزلوا عليه الى الجانب الآخر او : لم يستطيعوا ان يفكرا ان يصنعوا طائرة تحملهم الى الجانب الآخر تمر من فوق ظهر السد او لم يستطيعوا ان يفكرا ان يصنعوا منطاداً يحملهم الى الجهة الاخرى

بمعنى ( انهم لم يستطيعوا ان يفكرا ) فجاءت الكلمة ( فما اسطاعوا ) بعدم وجود حرف ( التاء ) فيها

---- ---- وما ( استطاعوا ) له نقبا - بثبوت التاء اي لم يستطيعوا بقوتهم العضلية والجسمانية ان يتقبوا وبخرقوا و يخرموا هذا السد لضخامته وقوته اي ان الاستطاعة هنا هي ( استطاعة القوة العضلية والجسمانية ) ---- ومثله : ان سيدنا موسى عليه وعلى نبينا وكافة الانبياء والمرسلين افضل الصلاة واتم التسليم عندما رأى العبد الصالح ( يخرف سفينة الايتام وقد حملوهم ، و يقتل الغلام بغير ذنب اقترفه ، و بنى الجدار لاحد من اهل القرية اللئيمة التي لم يضيفوهما وكانوا في امس الحاجة الى طعام ، واهل القرية لم يعطوهم شيء للئمهم وخبثهم ) ولم يأخذ العبد الصالح اجرة بناءه للجدار - لم يستطع موسى عليه السلام ان ( يفهم ) و ( يعرف ) الحكمة من وراء ذلك ( واعترض على العبد الصالح ) واعتراض موسى هنا وعدم رضاه جاء معه انفعال جسدي وعضلي ونم عن عدم الرضا بما رأي - على الرغم ان العبد الصالح اشترط على موسى ان لا يسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا --- وعندما فسّر العبد الصالح لموسى لِمَ فعل ذلك في خرق السفينة ، ولِمَ فعل ذلك في قتل الغلام ولِمَ فعل ما فعل من بناءه للجدار ولم يأخذ اجرة قال ( ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا ) اي هذا تفسير وتأويل لما لم تستطع انت ياموسى ان تفهمه في حينه ( اما الان فقد فهمت وعرفت )

هذا وبالله التوفيق

اللهم ان كنت احسن فمنك وحدك - وان كنت اخطأت فمني ومن الشيطان فاغفر لي انك انت الغفور الرحيم