المواطنة

زائر

المواطنة
المواطنة حقوقها وواجباتها المواطنة في المصطلح الحديث تعني " العضوية في امة ذات استقلال سياسي مع وجود دولة تحكمها " فالمواطن الكويتي هو ذلك الانسان الذي يكون جزءا وعضوا في دولة الكويت التي لها كيان سياسي مستقل ودولة قائمة معترفة بها العالم وهيئة الامم المتحدة والوطن لغة عبارة عن محل اقامة الانسان سواء كان مسقط راسه او اتخذ المكان مقرا لاقامته مدى الحياة . وقد ذكرت كلمه الوطن في مصادرنا الاسلامية قال الامام علي (ع) " لاخير في الوطن الا مع الامن والمسرة " . كتاب الاختصاص للمفيد ص 243 وقال علي عليه السلام " عمرت البلدان بحب الاوطان " البحار ج78 وورد في كتاب سفينة البحار ج8 ص 53 حديثا عن الامام امير المؤمنين (ع) " من كرم المرء بكاؤه على مامضى من زمانه وحنينه الى اوطانه …" وروى في كتاب تنبيه الخواطر ج 1 ص 38 " حب الوطن من الايمان ". ان المواطنة تحتل موقعا هاما في الفكر القانوني والدستوري المعاصر اذ ان المواطنه بما تشكل من شخصية وواجبات وحقوق احد الاعمده الرئيسية للنظريات السياسية والقانونية لان الفكر يعتمد في البناء القانوني والدستوري للوطن على مفهوم المواطنة ويحدد له جمله من الاعتبارات ونحن نرى ان كثيرا من المشاكل والازمات في عالمنا اليوم يرجع الى عدم تحديد مفهوم المواطنة وعدم وضوح الرؤية حوله كما نعيش نحن هذه المشكلة في الكويت بالنسبة الى اكثر الاخوة البدون الذين يستحقون المواطنة ومنح الجنسية الكويتية . ونستطيع ان نقول ان المواطنة ليست مجرد شعار يرفع بعيدا عن الحقائق الموضوعية ووقائع الحياة وانما هي انتماء واقعي وولاء حقيقي للوطن والدفاع عنه مع ضرورة اعطاء الامكانات اللازمة للمواطنين لكي تحفظ حقوقهم حتى نستطيع ان نعطي حافزا و دافعا للمواطن للمشاركة الحقيقية والفعالة في جميع مجالات الانشطة الوطنية مع التزام الجميع بعدم التحايل على القانون الذي ينظم حقوق وواجبات المواطنة من اجل تجسيد الوحدة الوطنية في مجتمعه. حقوق المواطن وواجبات الفرد تجاه الدولة قال اوستن رنى في كتاب سياسة الحكم ج1 ص 220 –221 : " الواجب الاساس في المواطنة في الدول الحديثة هو الاخلاص والولاء للامة فالمنتظر من كل مواطن ان يضع مصالح امته وسعادتها فوق مصالح اية امه اخرى وسعادتها وان اهم واجبات المواطن التي تنبعث من هذا الواجب الاساس تتمثل في عدة امور منها : اطاعة قوانين الامة ودفع الضرائب والخدمة في القوات المسلحة عندما يدعى لذلك . وللمواطن امتيازان اساسيان اولهما اهليته اذا ماوصل الى سن الرشد الذي تحدده الدولة للمساهمة في عمليات اتخاذ القرارت التي تحدد سياسة الدولة وذلك عن طريق بعض الوسائل مثل حق التصويت وحق تولي الوظائف وثانيهما : حقه في ان تقوم الدولة في الداخل والخارج في حماية نفسه وملكه. كيف يصبح الفرد مواطنا وماهي شروطه يكتسب الانسان صفة المواطنه في الدول الحديثة اما من خلال تولده في ذلك البلد فيصبح عضوا في الامة حسب التعريف الذي ذكرناه او عن طريق التجنس حيث توافق الدولة على ذلك فيصبح مواطنا ولكن بشروط معينة كالاقامة في البلد وحسن السلوك وعدم الانضمام بل عدم تاييد المنظمات التي تعارض الحكومة القائمة بالاضافة الى قبول وتفهم النظام السياسي للبلاد مع الالتزام بقوانين الدولة والولاء والاخلاص لها. كل ماذكرناه بايجاز شديد في هذه الورقة كان يتعلق بمفهوم المواطنة وواجباتها وحقوقها وشروطها بالنسبة الى المواطنة في المصطلح الحديث المواطنة من منظور اسلامي ان المواطنة في الاسلام تكون اعم واوسع واشمل من الحدود الجغرافية يقول جلال الدين الرومي: هذا الوطن الذي ورد في الحديث الشريف ليس بمصر ولا في العراق ولا في الشام بل هذا الوطن في مكان ليس له اسم خاص معين فكل مسلم في هذا العالم يكون جزءا من الامة الاسلامية وعضوا في الوطن الاسلامي الواسع له جميع الحقوق والخصوصيات وعليه المسؤليات والواجبات والحدود الجغرافية لاتفصل بين جميع مسلمي العالم والاسلام يعتبر كلهم مواطنين واعضاء في الامة الاسلامية الواحدة فاذا اصبح عضوا في الامة الاسلامية الواحدة يجب عليه ان يعيش الام وهموم المسلمين في جميع انحاء العالم فكما يحارب ويقارع الظلم والفساد في بلده يجب عليه ان ينصر اخاه المسلم ويقف بوجه الارهاب والظلم الذي يقع على المسلمين في افغانستان والعراق وفلسطين وتايلند وفلبين واماكن اخرى في العالم قال النبي (ص) صحيح البخاري ج2 ص6 (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) والامة الاسلامية موقعها موقع الشهادة على الناس " كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" البقرة اية 123 كما ان العضوية في الامة الاسلامية القائمة على اساس الانتماء والولاء الى الاسلام والعقيدة الواحدة تفرض له حقوق وامتيازات وعليه فان الدولة الاسلامية تتحمل مسؤلية جميع مسلمي العالم وعليها ان تعطي حقوقهم جميعا وان تحميهم سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا وعلى الدولة الاسلامية انقاذ المسلمين في فلسطين مثلا والوقوف معهم ودعمهم بجميع انواع الدعم وخلاصهم من ايدي الصهاينة المجرمين بل اكثر من ذلك يجب على الدولة الاسلامية التي تتخذ القران والسنة طريقا ومنهاجا ونظاما ان تنقذ جميع مستضعفي العالم من الرجال والنساء وان لم يكونوا مسلمين باعتبار ان الامة الاسلامية شاهده على العالم كله وقائدة له ومسؤلة عن جميع المحرومين والمستضعفين الذين لايجدون حيلة في الدفاع عن انفسهم ولكن كل ذلك حسب امكانات وقدرات الدولة الاسلامية . وحينما نتصفح التاريخ الاسلامي الناصع نرى ان هناك فتوحات اسلامية وقعت انطلاقا من مسؤلية الامة الاسلامية لارساء دعائم التوحيد ونشر الفضيلة والحرية والعدالة وتحقيق كلمة الله العليا ودحض كلمة الكفر والظلم والطغيان ولاجل نصرة المظلومين والمحرومين النتيجة ان المواطنة في الاسلام خاصة بالمسلمين ولاتشمل غيرهم وان كان الشرع المقدس يحترم اتباع سائر الاديان السماوية ويوفر لهم الحرية والامان والحياة الكريمة مع كل هذا فان غير المسلمين ليسوا اعضاء في الوطن الاسلامي بل يعتبرون غير مواطنين وقد ذكر الفقهاء شروط وخصوصيات اهل الذمة في الوطن الاسلامي وحقوقهم وواجباتهم ومسؤلياتهم تجاه الدولة الاسلامية المواطنة في الاسلام لها شروط من ابرزها ان توافق الدولة الاسلامية على منحهم صفة المواطنة بالنسبة للذين يعيشون خارج حدود الدولة الاسلامية حتى يشاركوا في القرارات السياسية وفي الحكم وغيرهما من الحقوق والواجبات ومن الطبيعي ان بامكان الدولة الاسلامية ان ترفض منح حق المواطنة للمسلمين خارج البلد الاسلامي . اما بالنسبة الى كل انسان اصبح عضوا في الامة الاسلامية بعد موافقة القيادة العليا في الدولة الاسلامية فيجب عليها ان تحميها حماية مطلقة ولا تستطيع ان تتنازل عنها مهما بلغ الامر ونستطيع ان نستكشف شرط موافقة الدولة الاسلامية على منح الشخص حق المواطنة الاسلامية ماجرى بين رسول الله (ص) وبين قريش في صلح الحديبية فقد جاء في كتاب الصلح " انه من اتى رسول الله (ص) من قريش بغير اذن وليه رده عليهم ومن جاء قريشا ممن مع رسول الله (ص) لم ترده عليه …" وبعد الاتفاق هرب احد المسلمين من قريش وجاء الى رسول الله (ص) واسمه ابو جندل بن سهيل فلما راى سهيل ولده المسلم قام فضرب وجهه قال " يامجمد لقد لجت القضية بيني وبينك قبل ان ياتيك هذا قال : (ص) صدقت فجعل ينتره بلببه ويجره ليرده الى قريش وجعل ابو جندل يصرخ باعلى صوته يامعشر المسلمين ارد الى المشركين يفتنوني في ديني فقال رسول الله (ص) يا ابا جندل احتسب عند الله فان الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا انا قد عقدنا بيننا وبين القوم عقدا وصلحا وانا لانغدر بهم " تاريخ الطبري ج2ص633-634 وهناك شرط اخر للمواطنة في الاسلام وهو اطاعة ولي امر المسلمين سواء كان اماما معصوما ام مجتهدا فقيها كفوءا نائبا للامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وان لايخرج على امام زمانه كالخوارج في ايام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ) الذين شهروا السلاح ضد امام الحق والعدالة علي بن ابي طالب (ع) فانهم يصبحون اجانب عن الدولة الاسلامية بل يجب محاربتهم ومطاردتهم . قال الامام علي امير المؤمنين (ع) " كونوا حيث شئتم وبيننا وبينكم ان لاتسكبوا دما حراما ولا تقطعوا سبيلا ولاتظلموا احدا فان فعلتم نبذت اليكم الحرب " ويجب على المواطن في الدولة الاسلامية الدفاع عنها والولاء التام لها والطاعة والانقياد لقيادتها الشرعية وفي المقابل للمواطن المسلم في الدولة الاسلامية ان يساهم في الانتخابات وفي صناعة القانون وغيرهما وان يكون حرا في تحركاته السياسية والاجتماعية والثقافية في اطار القانون وعلى الدولة حمايته امنيا وسياسيا وعسكريا وثقافيا وصحيا . قال الامام امير المؤمنين (ع) ايها الناس ان لي عليكم حقا ولكم علي حقا فاما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتاديبكم كيما تعلموا واما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والاجابة حين ادعوكم والاجابة حين ادعوكم والطاعة حين امركم " نهج البلاغة ج 1 الخطبة 34 ان ماكتبناه كان خلاصة عن مفهوم المواطنة في المصطلح الحديث وفي الاسلام وحقوقها وواجباتها ومسؤلياتها ونترك التفصيل لمجال اخر وختاما نشكر الاخوة في حركة التوافق الاسلامي الوطنية والقائمين على هذا المؤتمر المبارك ونطلب من الله التوفيق لاقامة مثل هذه المؤتمرات الجيدة وهذه الابحاث القيمة التي نراها ضروريا في الوقت الحاضر لتداولها والبحث عنها كما نطالب بتفعيل مطالب المواطنين الشيعة وفقا للدستور للحصول على حقوقهم المشروعة

زائر

الفصل الثاني المواطنة ثقافة وسلوك وتاريخ

لقد تحدث الكثيرون على المواطنة وروح المواطنة وثقافة المواطنة، ورغم ذلك لازلنا نشعر بامتياز بأزمة المواطنة. وهذا يجرنا إلى القول بأن الجوانب المدنية والقانونية والسياسية من حقوق المواطنة وواجباتها ليست كافية للتعبير عن مراعاة وتكريس مبدأ المواطنة وثقافتها، لأنه إلى جانب ذلك هناك الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي لا يمكن ممارسة مبدأ المواطنة على أرض الواقع دون تقرير الحد الأدنى من هذه الحقوق والضمانات للمواطن حتى يكون للمواطنة معنى ويتحقق بموجبها انتماؤه وولاؤه لوطنه وتفاعله الإيجابي مع مواطنيه. عندما يتحقق هذا تنتقل المواطنة من كونها مجرد توافق أو ترتيباً بين المواطنين في الحقوق والواجبات قيمة اجتماعية وممارسة سلوكية. كيف ذلك؟ قبل محاولة الاقتراب من الإجابة على هذا السؤال لا مناص من التطرق ولو سريعاً إلى معنى المواطنة وصفاتها ومجالها وشروطها. يقال أن المواطنة هي حقوق وواجبات المواطن، ومن هذه الحقوق: - المساواة والعدالة في الحقوق بينه وبين بقية الأفراد ولابد أن يشعر بهذه المساواة وهذه العدالة في جميع نواحي حياته اليومية سواء في التعليم أو العلاج أو فرص العمل، وعدم شعوره بأن هناك تمييز وطبقية. - - كذلك من هذه الحقوق تأمين فرص عمل كريمة للمواطن يستطيع من خلالها أن ينعم بالعيش ويستطيع من خلالها تلبية متطلبات حياته وحياة أسرته اليومية حتى لا يضطر إلى أن يعيش فقيراً دليلاً بدون عمل أو يبحث عن المحرمات - ومن الوجبات مثلاً: - الحفاظ على الوطن من خلال الدعوة إلى المواطنة الصالحة والتمسك بحقوقه والقيام بواجباته على أحسن وجه - التعاون مع بقية المواطنين من أجل المصلحة العامة - أداء الضرائب....إلخ
- إذن يمكن اعتبار أن المواطنة هي القيام بالواجب والحفاظ على حقوق الجميع في ظل وحدة التعدد والتوحد المتمايز. وأظن أن هذا المعنى كفيل أن يزيل أي تفاضل في هذا الشأن بين المواطنين، ما دامت المواطنة في درجتها الأدنى هي مساواة أمام القانون في الوازع والناظم والرادع. لكنها ليست هذا فقط، أي أنها ليست مجرد حقوق وواجبات، وإنما هي كذلك ثقافة مجتمعية وآليات ضبط العلاقات يتوجب اكتسابها والتمرس في أدائها - فالمواطنة تتجاوز وبكثير الإعزاز بالعلم وتشجيع المنتخب الوطني أو التطوع للدفاع عن الوطن حينما يتعرض لأي خطر - إن المواطنة الحقة لا تتحقق إلاّ إذا علم المواطن حقوقه كاملة (مدنية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية)، وبعد علمها عليه ممارستها والسعي لتحقيقها وعدم التنازل عنها - وبهذا المعنى تكون المواطنة في نهاية المطاف هي انتماء للوطن، ودرجة المواطنة مرتبطة بمدى الشعور بهذا الانتماء اعتباراً لكون الانتماء هو الارتباط الوثيق بالوطن. وبتعبير آخر المواطنة هي أن تعطي للوطن بقدر ما تأخذ منه، وهذا هو الحد الأدنى للمواطنة وقوامها - لكن مع الأسف الشديد إن ما نعانيه حالياً هو السعي وراء الآخذ من الوطن دون عطاء، وهذا انحراف قد يتمظهر في الفساد والزبونية والمحسوبية وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وانتهاز الفرص لتحقيق المصالح على حساب حقوق الغير واستغلال النفوذ والشطط في السلطة واستعمال المواقع لغرض تنمية المصلحة الضيقة وخدمتها والاغتناء والكسب عبر هضم حقوق الغير وانتهاكها وغير ذلك من الانحرافات التي أضحت هي القاعدة في حياتنا اليومية - علماً أن من صفات المواطنة الحقة الأمانة والصدق والإخلاص والجدية والإنتاج، وانتهاك هذه الصفات هو ضرب للمواطنة في صميمها. ولا تكتمل المواطنة إلا بالإحساس بأبعاد المسؤولية - أما فيما يخص مجالها، فإن المواطنة ليست حصراً على مجال دون سواه وانما هي تتسع لكل مجالات ومجريات الحياة بأكملها سواء تعلق الأمر بالفرد أو الجماعة - لكن هل هناك من شروط لتحقيق المواطنة بالمنظور المقدم منذ قليل؟ - أوّلاً وقبل كل شيء لابد من ملاحظة وهي أنه لا يمكن ملامسة مقاربة تقوى على تحديد تلك الشروط دون الأخذ بعين الاعتبار هموم ومعاناة المواطن. ففهم هذه المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية عموماً هو الكفيل بحشد الوعي الحقيقي بضرورة ترسيخ صيغة المواطن في شكلها الإنساني الأرقى، وبالتالي ترسيخ روح المواطنة التي لا تقبل أي فرق أو تمييز مهما كان نوعه ومصدره. - وإضافة إلى هذا، من شروط تكريس المواطنة هناك الأخلاق والقيم والمبادئ وتطبيق القانون وكذلك الترابط بين الأخلاق والقانون - إذن لابد من رد الاعتبار للبعد الأخلاقي للممارسة السياسية وممارسة المسؤولية. وهذا يتطلب درجة من الشفافية والمصداقية والأمانة، لازالت في حاجة للمزيد من التكريس في مدينتنا وجهتنا - كما أنه لا مواطنة بدون أخلاق وقيم ومبادىء. فإذا لم تكن الأخلاق والقيم والمبادئ هي الأساس وهي المنطلق فلا جدوى فيما يسمى بتخليق الحياة العامة، لأنه يمكن ابتكار "قوالب" لإفراغ هذا الشعار وهذا المطلب من محتواه ومعناه، وهذا ما نعاينه في أكثر من مجال - كما من شروط المواطنة تطبيق القانون في جميع الظروف لجعل دولة الحق والقانون واقعاً يومياً قائماً وممارسة يعاينها الجميع وسلوكاً عمومياً يلتزمه الجميع. فلا يمكن تصور اقرار دولة الحق والقانون دون سيادة الأخلاق التي بدونه لا معنى لا للوطنية ولا للمواطنة. إذ أن أن الحق والقانون يقومان بالأساس على الصدق والإخلاص. كما أنه لا قانون بدون انتماء. وهنا تبرز العلاقة العضوية بين المواطنة والإقرار بدولة الحق والقانون.لأن احترام القانون لا يجب أن يكون نابعاً من الخوف وإنّما هو تعبير عن قمّة الشعور بالانتماء، وبالتالي يمثل أعلى درجة في تكريس المواطنة. كما أن الحرص الشديد على تطبيق القانون هو ذِرْوة المواطنة. وعندما يصل المرء إلى هذه الدرجة من الوعي والمسؤولية تختفي الحدود بين المواطنة كإنتماء للوطن والوطنية كولاء لهذا الوطن.
- لذلك نقول أنه من شروط المواطنة الحرص على الترابط بين الأخلاق والقانون وهذا الترابط هو الذي يشكل القاعدة الصلبة للمواطنة - فما هو واقع المواطنة بالقنيطرة وجهتهت وما هي تجليات ضعفها؟ - لمحاولة الإجابة على هذا التساؤل علينا أن نتعامل مع المواطنة ليس كمعطى عام موضوعي مسلم به، وإنما كما هي ممارسة على أرض الواقع.